العهد على الطريقة المحمدية الشاذلية
على يد شيخنا الإمام إبراهيم الخليل رحمه الله



يقول شيخنا الإمام العلامة سيدي إبراهيم الخليل بن علي الشاذلي رضي الله عنه، في كتابه (المرجع معالم المشروع والممنوع من ممارسات التصوف المعاصر ص 29):

«العهد الصوفي وصورته الشرعية:
المعاهدة على فعل الطاعات وترك المعاصي، واتباع طريق القوم مشروعة(1) للرجال بآية: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ﴾ في سورة الفتح (الآية 10)، وبآيات وآثار أخرى، وهي مشروعة للنساء بآية: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ ﴾ في سورة الممتحنة (الآية 12)، وبآيات وآثار أخرى صحيحة «والعهد قيد ملزم واجب الوفاء شرعا» .
وذلك لأن هذا العهد صحوة من سكرة المعاصي، وأوبة إلى الله تعالى بالتوبة، والتزام أسباب تطهير النفس من الأوزار، وعمل ما يقرب من العزيز الغفار، وهذا واجب لا شك فيه ولا فرار.
وكيفيته (عندنا) مع الرجال: أن يجلس المريد أمام شيخه جلسة الصلاة طاهر البدن والملبس فيلقنه التوبة، ثم بعدها يقول له: (تعاهدني على ترك المعاصي، وفعل الطاعات ما استطعت، حتى لا يراك الله حيث نهاك، ولا يفقدك حيث أمرك وأن تلتزم بواجبات الدعوة و الطريق).
فإن قبل وضع يده في يده وقرأ آية المبايعة، وهي: «بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾(سورة الفتح: الآية 10) ثم يقول له: هذا عهد الله على كتاب الله وسنة رسول الله وطريقنا إليه تعالى لا مغيرين ولا مبدلين، العهد عهد الله واليد يد الله، وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم، وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا، نحن جميعا على بركة الله فيما وفق إليه شيخنا ومولانا «السيد... عن مولانا السيد... في طريقه الشرعية بسنده إلى القطب الأكبر سيدي (علي أبي الحسن الشاذلي) بسنده عن سيدنا ومولانا رسول اللهﷺ عن المولى جل وعلا).
فإن قبل لقنه (الجلالة) في أذنه ثلاث مرات، مفرغا فيها سره، مستحضرا أمداد شيوخه حتى تتصل روحانية القلبين عليها، ثم يأمره أن يرددها عليه ثلاثا أيضا (2) ، وبعدها يأمره باتباع التعاليم ومكارم الأخلاق وموافاة مجالس الذكر وملازمته الورد.
فإن قبل أشهد الله وملائكته ورسله والحاضرين على ذلك. ودعا له بالخير وبارك له.
أما مع النساء: فيجب أن يكون العهد في طريقة وهيئة يرضاها الشرع الشريف بحسب ما تدعو إليه الحال، ولا يجب وضع اليد في اليد، ولا القرب من الآذان في تلقين الجلالة ولا المعاهدة على حضور مجالس الرجال، ولا على ما لم تخص الشريعة به جنس النساء، أما مجالس العلم فيكون للنساء فيها مجال ومكان خاص بعيدًا عن الاختلاط المحرم. ».
الهوامش:
(1) ويدخل مع الرجال في هذا الحكم الصبيان المميزون بدليل دعوة النبي الإمام علي بن أبي طالب وهو صبي إلى الإسلام، ودعوة غيره، ووصيته الواردة في كتب الأحاديث الصحيحة لابن عباس وهو غلام. ومن هنا صحت إمامة الصبي المميز وأذانه عند بعض المذاهب، ومن هنا جاءت عناية الإسلام بالأبناء وتربيتهم وتعليمهم العلم والدين والفروسية.
(2) وذلك للحديث المشهور في أن النبي ﷺ أغلق الباب ولقن الجماعة (لا إله إلا الله) ثلاثا بعد أن عرف أن ليس فيهم غريب.

- وقد جرت العادة بتسجيل هذا الإذن والعهد كتابياً، مع تعيين الشيخ لمريديه بعض أوجه خدمة الطريق، ومدونة الإمام الرائد تنفرد بنشر الإذن الشرعي والإجازة بالطريق لفضيلة العلامة الإمام السيد/ إبراهيم الخليل بن علي الشاذلي (توفي سنة 1365 هـ/ 1946 م)، والد شيخنا الإمام الرائد، وشيخ فتحه وسلوكه، رضي الله عنهما .
- فها هو العهد بين يديك، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لقراءته وفهمه والعمل بما فيه والوفاء به، لإغن عهد الله تعالى موصول.

1 التعليقات

من أبناء الإمام الرائد يقول... @ 17 نوفمبر 2011 في 3:30 ص

- هذه وثيقة نادرة، تحتوي على معلومات مهمة، في سبيل تقويم الفرد المسلم، وإحياء الربانية، والالتزام بالمنهج المحمدي..
- ويهمنا أيها الأخوة الأفاضل رأيكم، ويسعدنا أن تسجلوه هنا في صفحة الموضوع عن طريق (التعليقات)، أو عن طريق حساب الفيسبوك.
فتفاعلكم يساعد على تطور هذه المدونة، ولا تنس أيها الأخ أن تنشر الموضوع في مواقعك المفضلة.

إرسال تعليق